2019.. عام الشاعر الأذري عماد الدين نسيمي  

  03 يونيو 2019    قرأ 1492
2019.. عام الشاعر الأذري عماد الدين نسيمي  

 أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في كلمته التي ألقاها في اجتماع مجلس الوزراء المكرس لنتائج التنمية الاقتصادية الاجتماعية لعام 2018 في باكو، أن هذا العام 2019، سيكون عام الشاعر الأذري عماد الدين نسيمي.

حيث تحتفل أذربيجان باليوبيل الـ650 لشاعرها الكبير عماد الدين نسيمي في هذا العام. وتجدر الإشارة أنه تم الاحتفال للمرة الأولى بالشاعر على الصعيد الدولي من اليونيسكو عام 1973.

 

من هو عماد الدين نسيمي؟

عماد الدين الشيرازي البغدادي الحروفي المشتهر في شعره بنسيمي، هو شاعر صوفي أذربيجاني، ولد في الفترة من (1417-1370) بمنطقة نسيم من ضواحي بغداد بالعراق، لكنه يعد أحد كبار شعراء تركيا وإيران؛ بل يعده البعض من أكبر الشعراء في تاريخ أدب الشعوب الناطقة بالتركية إلى جانب كونه شخصية بارزة في الفكر الإسلامي وخاصة في الدول الناطقة بالتركية، كما تكشف قصائده التي كتبها باللهجة التركمانية.

ويعد نسيمي أول شاعر يكتب قصائده بها في القرن الرابع عشر، وقد اشتهر في تاريخ الأدب لكونه سُلخ حيًا في حلب، بعد اتهامه بالكفر والزندقة.

وبدأت مأساة الشاعر بعدما تبنى بحماس بعض أفكار المتصوفة، وعلى رأسهم أبي منصور الحلاج، الذي قتل في بغداد عام 923 يوم قال «أنا الحق».

آمن نسيمي بمذهب يسمى «المذهب الحروفي»، وهذا سبب شهرته بهذا اللقب، ففي عهد السلطان العثماني «مراد الأول»، ظهر من يُدعى فضل الله بن محمد التبريزي المعروف بالحروفي، وقد دعا «التبريزي» تيمورلنك إلى هذا المذهب، فعزم تيمورلنك على قتله، ولهذا لجأ إلى ابنٍ لتيمور ليكون أمنًا له؛ غير أن هذا الحامي ضرب عنقه بيده، ولما عرف ذلك تيمور أمر برأسه وجسده فأحرقا عام 1401؛ ولكن مذهبه بقى بعده إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي.

وتمذهب به شاعران هما عماد الدين نسيمي.. ومريده الشاعر «رفيعي»، الذي "لا نعرف شيئا مدونا عن سيرته، لأن مؤرخي الترك وأصحاب سير الشعراء يغفلون ذكره إغفالا تامًا"، كما جاء في كتاب (تاريخ الأدب التركي للدكتور حسين مجيب المصري، ص54).

تتلمذ الشاعر نسيمي لشيخ الحروفية فضل الله واعتنق مذهبه، ولم يقنع بأن يكون مريداً وألزم نفسه بأن يكون مبشرًا به وهاديًا، ثم بلغ من إيمانه أن يستعذب من دونه الهلاك، فنظر إلى الحلاج كمثال يحتذى.

وجهد أخ له أن يثنيه عن ذلك فكتب إليه بيتاً من الشعر يقول «اخف السر، واحذر فشوه، لا تُطعم العوام من خوان الخواص». فرد عليه نسيمي بقوله: «تدفقت أمواه البحر المحيط، وللكون والمكان زفير وهدير، برح الخفاء وانكشف سر الأزل، فكيف للعاشق أن يتستر بستر؟».

انتقل نسيمي من العراق إلى أذربيجان ومنطقة الأناضول لنشر المذهب الحروفي «وقد ترك الحروفيون في القرن الخامس عشر اللغة الفارسية وبدءوا باستعمال اللغة التركية، كما أثارت قصائده باللهجة التركمانية، وهي خليط من لهجة الأناضول واللهجة الاذربيجانية، أصداء واسعة في صفوف المتصوفة والأوساط الدينية، حيث دعا فيها نسيمي الإنسان إلى معرفة ذاته، على اعتبار أن أسرار الكون وأسرار الخليقة تتجلى فيه».

يقال إن أحد المتآمرين في مدينة حلب قام بتمزيق صفحة من المصحف ووضعها في خرقته دون علمه، وعندما مثل بعد الوشاية به أمام القاضي سأله: ما الحكم في اليد التي تعبث بالقرآن؟ فأجاب: تقطع، فقال القاضي: ها قد أفتيت لنفسك.

ويقول كتاب «تاريخ الأدب التركي» نفسه، ولقى نسيمي حتفه في مدينة حلب التي كانت في هذا الزمان تابعة لسلاطين المماليك، فاجتمع العلماء وأعلنوا كفره، وأفتى المفتي بقتله، وقد قتل شر قتلة لأنه سُلخ حياً.

ويقال إنه عندما بدؤوا بالسلخ، شُحب وجه الشاعر، فقال له القاضي ساخرًا: «إذا كنت الحق كما تدعي فلماذا بدأ وجهك بالشحوب؟ فرد عليه نسيمي قائلا: «الشمس تشحب دائمًا عند المغيب.. لتشرق من جديد».


مواضيع:


الأخبار الأخيرة